تقرير: 4 نصائح للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال
53% من قادة الإدارات المالية يتفقون على ضرورة التعاون مع قادة إدارات تكنولوجيا المعلومات بخصوص الذكاء الاصطناعي
دبي – أصداف نيوز:
استعرضت اليوم شركة “إس إيه بي كونكر”، وعلى لسان جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي كونكر” في منطقة الشرق الأوسط وجنوب أوروبا وإفريقيا، مجموعة من النصائح التي تساعد المؤسسات على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.
وأشار تقرير جديد صدر مؤخراً عن جارتنر أن نحو ثلث مشاريع الذكاء الاصطناعي قد يتم إلغاؤها بحلول عام 2025 نتيجة لتخطي تكلفتها القيمة المرجوة منها. ودفع هذا التحدي العديد من الرؤساء التنفيذيين إلى الاعتماد على المدراء الماليين لاتخاذ القرار بخصوص ما إذا كانت مبادرات الذكاء الاصطناعي تستحق هذا الاستثمار.
وقال جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي كونكر” في منطقة الشرق الأوسط وجنوب أوروبا وإفريقيا: “قد يبدو تحديد العائد على الاستثمار الخاص بالذكاء الاصطناعي أشبه بحل أحجية مع وجود الكثير من القطع الناقصة، إذ لا يزال الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل في مراحله الأولى، مع بعض النماذج القليلة المعتمدة التي يمكن تطبيقها بنجاح. وعلى الرغم من الفرص الجديدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يزيد أيضاً من التعقيدات المتعلقة بالكيفية التي يمكن من خلالها للمدراء الماليين تحديد وقياس العائد على الاستثمار وذلك بالنظر إلى عوامل مثل ظروف السوق المتغيرة، ومستويات الاعتماد، والتكاليف التشغيلية المرتفعة”.
وعرضت “إس إيه بي كونكر” مجموعة من النصائح للإدارات المالية التي تواجه هذه العقبات لمساعدة المؤسسات على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال، وهذه النصائح هي:
- اعتماد معايير نجاح متعددة التخصصات: يتطلب تحقيق عائدات ملموسة على الاستثمار اعتماد معايير عالية في عدد من المجالات، على نحو مشابه للنهج العشاري الأولمبي متعدد الفعاليات. وتشير “ديلويت” إلى أن الشركات ذات الأداء الأعلى تتميز عن غيرها بمجالات إدارة البيانات، وتتبع النتائج، والأمن، والخصوصية، والحوكمة. بدورها، تدعم البيانات عالية الجودة نماذج الذكاء الاصطناعي، كما يسهم التتبع المستمر للنتائج في دعم الاستراتيجيات القابلة للتكيف، وتضمن المعايير الأمنية المُحكمة حماية البيانات والالتزام بالمعايير الأخلاقية.
- تحقيق نجاحات مبكرة وتوظيف الأفكار الأولية: بالنظر إلى الأثر المحتمل للذكاء الاصطناعي على الأعمال، فمن السهل التركيز على الصورة الأكبر وتجاهل التفاصيل الإجرائية. ويمكن للتركيز على النجاحات المبكرة أن يقدم أدلة أساسية خلال رحلة المؤسسات في مجال الذكاء الاصطناعي، وبالتالي توفير المبررات اللازمة لمواصلة الاستثمار والمحافظة على اهتمام ومشاركة الأطراف المعنيين. ويساعد توسيع المشاريع التجريبية في الوصول إلى إثبات سريع للقيمة، ولكن احتساب العائد على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيبقى فناً أكثر من كونه علماً، إذ يتطلب من المدراء الماليين الموازنة ما بين الفوائد المالية والاستراتيجية. كما تمكّن التحليلات المبكرة القادة من المواءمة ما بين رؤى الذكاء الاصطناعي والأهداف التجارية الأوسع، والمساعدة في تبرير التكلفة طويلة الأمد.
- تخصيص معايير القياس لتتناسب مع أهداف المؤسسات: تتفاوت الفوائد المرجوة من الذكاء الاصطناعي، وقد لا يكون تطبيق قياسات معيارية للعائد على الاستثمار ممكناً دائماً، إذ أن بعضها قد لا يظهر بشكل واضح في بيانات الميزانية أو في مؤشرات الأداء الرئيسية، ما يجعل عملية تقييم العائد على الاستثمار معقدة بالنسبة لفرق المالية. كما أن هناك عوامل تتخطى المعايير المالية البحتة مثل تحسينات الجودة والابتكار والامتثال والتي يجب أخذها جميعاً بعين الاعتبار. وكشف تقرير لـ”آي دي سي” أن الأمر يستغرق المؤسسات عادة نحو 14 شهراً بعد نشر الذكاء الاصطناعي وذلك لتحقيق العائد على الاستثمار منه، الأمر الذي يشير إلى أهمية التحلي بالصبر وتخصيص المعايير.
- الاعتراف بأثر الجانب البشري في العائد على الاستثمار للذكاء الاصطناعي: قد يكون تعريف العائد على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي صعباً وخاصة بالنظر إلى الفجوة المهارية الموجودة. ومع إشارة 52% من الشركات إلى النقص في القوى العاملة الماهرة، فإن مشاريع الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى الاستثمار في مجالات التكنولوجيا وتدريب القوى العاملة. ولكن، يمكن لاعتماد الذكاء الاصطناعي المساعدة في تقليل تكاليف التدريب واستقطاب أخصائيين من الأجيال الشابة المتحمسين للعمل باستخدام الأدوات المتقدمة. ووفقاً لمعهد المحاسبين الإداريين، فإن تجاهل الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خسارة المواهب الشابة في مجال المالية. ولذلك، فإن الهدف يكمن في تحسين قدرات الفرق وردم الفجوات المهارية عوضاً عن استبدال العنصر البشري.
وأوضح كارفاليو: “يوفر تقييم مشاريع الذكاء الاصطناعي وفق نهج قائم على المحفظة عوضاً عن تقييم كل مشروع على حدة، للمؤسسات القدرة على دراسة تأثير عوامل مثل استقطاب المواهب وتطويرها. وفي هذا السياق، فإن التعاون بين جميع الإدارات هو أمر على قدر كبير من الأهمية، وخاصة مع إدارات تكنولوجيا المعلومات”.
ووفقاً لتقرير “إس إيه بي كونكر” حول رؤى المدراء الماليين، فإن 53% من قادة الإدارات المالية يتفقون على ضرورة التعاون مع قادة إدارات تكنولوجيا المعلومات بخصوص الذكاء الاصطناعي، فيما يشير 49% إلى أهمية التعاون في التحول الرقمي، و24% في مجال الأمن الإلكتروني. وتابع كارفاليو: “لدى المؤسسات اليوم خيارات متعددة لنشر الذكاء الاصطناعي، ومن أهم الاعتبارات في هذا السياق هو النظر في مسألة هل يجب بناء أدوات الذكاء الاصطناعي أم شراؤها. يوفر تطوير برمجيات مخصصة مزايا حصرية للمؤسسات إلا أنه يحتاج خارطة طريق تتطلب الكثير من الالتزام، في حين أن الشراء يمكنه تحقيق نتائج أسرع”.
واختتم كارفاليو: “يمكن للشراكة مع الخبراء بهدف فهم معادلة العائد على الاستثمار مساعدتكم في حساب التركيبة الأفضل التي تعود بالفائدة على مؤسستكم بغض النظر عن موقعكم حالياً في رحلة اعتماد الذكاء الاصطناعي”.