إذا ليس الآن، فمتى؟ خارطة طريق نحو تعافٍ اقتصادي أكثر إنصافاً بين الجنسين

الرياض-

قد يضيف التأثير غير المتناسب لأزمة كوفيد-19 على النساء ما يصل إلى 51 عاماً لتحقيق المساواة بين الجنسين إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، وفقاً لتقرير صدر اليوم عن مجموعة تواصل المرأة بالشراكة مع أكسنتشر، إحدى شركاء المعرفة للمجموعة. وتعد مجموعة تواصل المرأة مجموعة غير حكومية تابعة لمجموعة العشرين تقدم توصيات حول السياسات، وتركز على المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة.

بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي الجائحة عالمياً يوم 11 مارس 2020، ومع بدء الحكومات بتشكيل فرق عمل للاستجابة للفيروس، لم تتمثل أصوات النساء إلى حد كبير، رغم أنهن يشكلن غالبية العاملين في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية في الصفوف الأمامية ولا يزلن يتحملن أعباءً أكبر جراء الرعاية غير المدفوعة ضمن أسرهم ومجتمعاتهم. عندما تم الإعلان عن تفشي الجائحة، كان يجب على العالم توجيه انتباهه إلى النساء المتأثرات بشكل غير متناسب، لكن العالم تركهن ليتحملن وطأة الأزمة متعددة الأبعاد.

ويقدم التقرير، تحت عنوان “إذا ليس الآن، فمتى؟” خارطة طريق نحو تعافٍ اقتصادي أكثر إنصافاً بين الجنسين” سلسلة من التوصيات لمعالجة التفاوتات المتزايدة بين الجنسين وضمان تحقيق تعافٍ اقتصاديٍ عادلٍ. الالتزام الكامل بالتوصيات المذكورة في التقرير سيساعد على التخفيف من آثار الوباء، وسيسرع من تحقيق المساواة بين الجنسين في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2061.

وقالت الدكتورة ثريا عبيد، رئيسة مجموعة تواصل المرأة – السعودية 2020: “سلطت جائحة كوفيد-19 والصدمة الاقتصادية الناتجة عنها الضوء على أوجه التفاوت القائمة ونقاط الضعف العميقة ضمن النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم. لكن يتيح عمق الأزمة ونطاقها في حياة النساء فرصة لقادة مجموعة العشرين لإعادة بناء اقتصاداتهم على أساس المشاركة الكاملة والعادلة للمرأة. وقد يؤدي عدم اتخاذ هكذا إجراءات إلى إبطاء تحقيق المساواة بين الجنسين بأكثر من 50 عاماً. بينما يمكّننا الالتزام الكامل لقادة مجموعة العشرين بتوصياتنا من استعادة التقدم، بل وتحقيق المزيد”.

وقال جيانماريو بيسانو، المدير التنفيذي لأكسنتشر الاستشارية في الشرق الأوسط: “أمامنا فرصة فريدة لتسريع الاعتراف بالمرأة كعامل للتعافي الاجتماعي والقدرة على التكيف. حان وقت العمل. وندرك في أكسنتشر، في إطار جهودنا لخلق ثقافة المساواة، أن المؤسسات يمكنها إطلاق العنان لقدر أكبر من الابتكار والنمو عبر إيلاء الأولوية لثقافة بناء قوة عاملة متينة ومتساوية، ويستفيد الجميع نتيجة لذلك”.

وأُعدّ التقرير بالتعاون مع أكسنتشر للأبحاث و Quilt.AI، ويستند إلى استطلاع شمل 7,000 بالغ من سبع دول وأُجري في أغسطس 2020، وتحليلات عبر الإنترنت قارنت المناقشات حول المساواة بين الجنسين بين عامي 2019 و 2020 مع التركيز على عشر مجالات مختلفة تتضمن الصحة، والتعليم والتوظيف والشمول الرقمي. وتؤكد النتائج أن الوباء أثّر سلبياً على معظم الناس، لكن النساء تضررن بشكل أكبر عبر البلدان والفئات العمرية ومؤشرات أسلوب الحياة المختلفة. وتشمل النتائج الرئيسية:

• شهدت النساء انخفاضاً حاداً في دخلهن بمقدار الثلثين تقريباً مقارنة بالرجال، حيث انخفض بمعدل 16.5 بالمئة منذ بداية الوباء، مقارنة بـ 10.1 بالمئة بالنسبة للرجال.
• تقضي الأمهات ساعة و 20 دقيقة إضافية يومياً على رعاية الأطفال، بزيادة قدرها 29 بالمئة
• انخفضت نسبة النساء اللواتي يمتلكن سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية، بما يشمل خدمات الأمومة والإنجاب، بأكثر من النصف، من 69 بالمئة قبل الجائحة إلى 32 بالمئة فقط
• تقول نصف النساء إن مستويات التوتر والإجهاد في أسرهن مرتفعة، مقارنة بـ 15% فقط قبل انتشار الوباء
• تعتقد أكثر من 2 من كل 5 إناث (42 بالمئة) أن حكومتهن فشلت في تقدير تأثير كوفيد-19 على النساء
• تظهر التحليلات عبر الإنترنت زيادة بنسبة 7 بالمئة في مناقشة قضايا المساواة بين الجنسين بين عامي 2019 و 2020

واتسعت الفجوات بين الجنسين خلال الأشهر الأخيرة، وإذا تُركت دون تدخّل فيُرجح أن تؤخر الوصول إلى المساواة بين الجنسين. لكن يُظهر التحليل أن التزام قادة مجموعة العشرين التزاماً كاملاً بتوصيات مجموعة تواصل المرأة، الواردة في البيان الختامي المقدّم خلال قمة مجموعة تواصل المرأة الشهر الماضي، بإمكانه تقصير الطريق إلى المساواة بين الجنسين إلى حد بعيد.

المنهجية

تم استطلاع 7,005 أشخاص في أغسطس 2020 من سبع دول: البرازيل والهند واليابان والسعودية وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي كل بلد، تم استطلاع 1,000 بالغ على الأقل، منهم 700 امرأة. وأُجري الاستطلاع عبر الإنترنت باللغات المحلية للمستجيبين واستغرق إكماله حوالي 15 دقيقة.

ويستند نموذج السيناريو إلى مؤشر تأثير كوفيد-19 الذي أُنشئ باستخدام إجابات الاستطلاع، إضافة إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول الفجوة بين الجنسين لعام 2020 كمعيار للجدول الزمني لتحقيق المساواة بين الجنسين.