
الدكتورة منال متولي – باحثة في علوم الطاقة والبيئة والكيمياء الحيوية و التغذية
من منا يختلف على أن التأمل والصمت يريح النفس والروح معا، ومن خلال دراستي للعلم من القرآن الكريم آيات كثيره يحث فيها المولي عز و جل أولي الألباب و أصحاب العقول على رياضه التأمل، قال تعالي في سوره يونس ( قل انظروا ماذا في السموات و الارض ) و قال تعالي في سوره غافر ( أولم يسيروا في الارض فينظروا ).
و من هنا بدأت الربط بين رياضه التأمل و الصمت و شاكرات الطاقه في جسم الإنسان و كيف تقوم هذه الرياضة بتنظيف و اخراج كامل الطاقه السلبية من الجسم و ادخال الطاقة الايجابية إليه، وأنه عندما يتعرض أي إنسان لأي مشكلة تجده يطلب أن يمكث وحده لا أحد معه، والحقيقة أن هذه الطريقة من أهم الطرق التي تطفئ الغضب وتنظف الشاكرات السبعة وبالتالي العمل على تخفيف وتنقية الجسم من الطاقة السلبية فكلما كانت ساعات الصمت والتأمل كثيرة كلما استطاع الإنسان أن يتخلص من الطاقة السلبية التي تملكته ، وتعرف هذه الطريقة عالميا باليوجا ولكن في ديننا الإسلامي تعرف بالخلوة ولكنها خلوة مع الخالق مع شرط مهم جدا هو التسبيح ، وهذا ما كشفت عنه كشفت الدكتورة منال متولي خبيرة في شئون الطاقة والبيئة وعلوم التغذية بأن طاقة الصمت والتأمل يلعبان دورتا جوهريا في تغير تركيبة الشاكرات السبعة للإنسان ، ولذلك كلما كان الإنسان قريبا من الله خاليا من حب الدنيا الزائد يعيش سعيدا وبصحة نفسية وجسدية عاليا جدا ولذلك كان طاقة الصمت والخلوة يمارسة الأنبياء فكان سيدنا داود عليه السلام حدادا ويصنع دروع الحرب لاهل مدينته فكانت الدروع ثقيله جدا عليهم و كانت تشق عليهم حملها فرجعوا الي سيدنا داوود و طلبوا تخفيف وزن الدرع الحديد حتي يستطيعوا حمله بسهولة و هذه كان طلب مستحيل لسيدنا داوود و كان بيمارس طقوسه وهي الخلوة مع الله مع التسبيح فكانت الطير تسبح معه و الجبال فآلان له الله الحديد و حقق المستحيل.
فطاقة الصمت ، والتي تعد أحد أهم أنواع الطاقة إذا ما استثمارها الإنسان بشكل جيد، إضافة إلى عبارة “الصمت من الذهب” هذه مقولة حقيقة كونها تنعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان نفسيا وجسديا، و قصة سيدنا زكريا عليه السلام كانت فيها طاقة الصمت في أفضل صورها على الإطلاق ، وقوله تعالى في سورة مريم: ذكر رحمت ربك عبده زكريا (2) إذ نادى ربه نداء خفيا (3) قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (4) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا (5) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (6) يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا (7) قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا (8) قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا (9) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا (10) فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا (11)
وهنا بلغ سيدنا زكريا عامه التسعين ، ولكنه لم يرزق بالأطفال فكانت زوجته عاقرا ، لم تنجب له البنين فخاف أن تأتي ساعة موته ولا يوجد من يخلفه ويحافظ على دين الله من بعده ، فكان يحزن جدا كلما تذكر هذا الموضوع وذات يوم دخل على ستنا مريم وجد عندها رزق كثير وعمدا سألها قالت هذا من عند ربي فالله يرزق بغير حساب ، هنا فكر سيدنا زكريا أن يرفع يده إلى الله ليطلب منه أن يكون له ولدا وهو على يقين أن الله لا يعجزه شيء ، فطلب الله منه أن لا يكلم الناس لمدة 3 ليال ، وعندما خرج على الناس خلال الفترة كان يتعامل معهم بالإشارة حتى يلتزم بتعليمات الله الصمت وهنا تأتي طاقة الصمت التي تجدد خلايا الإنسان وتعيد نفسيته السوية من جديد وهو أن تجلس وحيدا في غرفة ليس فيها أي أجهزة كهربائية أو أجهزة محمول أو كمبيوتر لكي تستقبل الطاقة النورانية على أكمل وجه .
فالخلوة والصمت والتأمل في ما خلق الله مع التسبيح يقوم بعمل تنظيف الشاكرات السبعة من الطاقة السلبية وادخال الشحنات الايجابية في كل جلسه، مشيرة إلى أن سيدنا محمد كان يمارس الخلوة مع الله في غار حراء فكانت تتحقق المعجزات ، ولذلك من شروط التعبد في ليلة القدر والعشر الأواخر في شهر رمضان المبارك أن تكون في أيام الخلوة والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان والانقطاع كلية عن الناس التواصل مباشرة مع الله.
وفكرة اليوجا يمارس بها طاقة الصمت ولذلك هي مفيدة لصحة الإنسان النفسية والصحية، وأي إنسان مارس طاقة الصمت بنفس طريقة سيدنا زكريا أن يعتزل الناس لمدة 3 ليال لا يفكر في شئ سوى الله والكون تبدأ الخلايا تجدد والنفسية تدخل في مرحلة التقويم .
ولذلك عليك أن تعطي لنفسك ولروحك الذهبية حقها في أن تخرج طاقة الحب من داخلك دع الحب ينتشر من خلالك لكل من يصادفك جدد حياتك دع طاقة الحب والخير تطرق باب روحك الجميلة هل تعلم بأن جوارحك كل صباح تخاطب اللسان وتقول له .يا لسان اتقي الله فينا فإنما نحن بك فإذا استقمت استقمنا واذا اعوججت اعوججنا .
تمرين طاقة الصمت يتمثل في التوقف عن الكلام لمدة 6 ساعات إلى 12 ساعة للمبتدئين وكذلك محاولة ايقاف صوت الأفكار ومنعها من التدفق في الذهن وسوف تشعرون بفارق كبير ولن تتخلوا عن طاقة الصمت في حياتكم من بعد قراءة هذه المقالة دمتم طيبين .