سبعون عاما من الأناقة واعتلاء العرش
قبعة وحقيبة يد وبروش وحذاء.. سر الأناقة المميزة للملكة إليزابيث

تقرير- 
اتجهت الأنظار إلى شرفة قصر باكينغهام، أمس الخميس، حيث أطلت الملكة إليزابيث الثانية، لإعلان انطلاق الاحتفالات في ذكرى مرور 70 عاما على اعتلائها العرش، وهي مدة قياسية في مرحلة انتقالية للعائلة الملكية البريطانية.
ولم يسبق لأي عاهل بريطاني أن جلس على العرش لهذه الفترة الطويلة. ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك. فالأمير تشارلز وريث العرش يبلغ 73 عاما، فيما نجله وليام سيحتفل بعيده الأربعين قريبا.
والملكة إليزابيث الثانية واحدة من أكثر النساء اللواتي التقطت لهن صور في التاريخ، وخلال السبعين عاما الأخيرة، تمكنت من تجسيد معنى عبارة “أن ترتدي ملابس كالملكات”.
قد لا تكون ملكة بريطانيا من صناع صيحات الموضة، أو صاحبة أسلوب جريء، لكنها بالتأكيد مبدعة.
لقد أصبحت ذات أسلوب شهير، وعرفت بفساتينها ومعاطفها ذات الألوان الزاهية مع قبعات متطابقة، وحقيبة يدها المربعة المميزة، وعقد اللؤلؤ الشهير مع مشبك “بروش” مرصع بالجواهر. قد يبدو الأمر بسيطا، لكن أسلوب الملكة في اختيار الملابس يحقق معادلة صعبة. إنه أسلوب اكتسب المزيد من التطور والصقل على مدار سبعة عقود، وبمساعدة العلاقات الوثيقة التي طورتها مع المصممين ومسؤولي الملابس الموثوقين.
مبهر ومعقد
يقول المؤرخ مايكل بيك إن الملكة كانت دائما تملك فكرة واضحة جدا عما تريد أن يكون عليه مظهرها. ويضيف “لقد قيل إنها لا تعرف شيئا عن الأزياء، لكن هذا ببساطة ليس صحيحا. إنها ذكية جدا بشأن إدراك ما يناسبها”. عندما كانت الأميرة إليزابيث في العشرينات من عمرها، بدأت بالتعاون مع المصمم نورمان هارتنيل، وهي علاقة انتقلت إليها عن طريق والدتها الملكة حينها. وكانت ملابسها متأثرة بالأزياء الفرنسية. فساتين بتنانير واسعة وخصر ضيق، مع شالات من الفرو الأبيض وتيجان ماسية.
وعندما تولت دورها الجديد كملكة، ساعدها هارتنيل في اختيار ملابسها وهي تشق طريقها عبر الولائم الرسمية والجولات الملكية بتصميم مجموعة من الفساتين المصنوعة من التول والساتان، والمرصعة باللآلئ والكريستال والخرز بأشكال معقدة.
ابتكر هارتنيل أيضا اثنين من أهم الفساتين التي ارتدتها الملكة على الإطلاق – ثوب زفافها والثوب الذي ارتدته عند تتويجها. وقد وصف هارتنيل عملية الاختيار والتصميم للثوبين بأنها كانت تعاونا مشتركا بينهما.
يقول بيك “ابتكر هارتنيل حوالي ثمانية تصاميم مختلفة لفستان تتويجها، ثم اختارت الملكة عناصر منها جميعا لتجمع في ثوب واحد حددت شكله بنفسها”.
قبعة، وحقيبة يد وحذاء
عندما تظهر الملكة في أي مناسبة عامة، يكون كل جانب من مظهرها قد خطط له بعناية ودقة. فهي تفحص الأقمشة لمعرفة كيفية تثنيها أو تجعدها، أو ماذا يمكن أن يحدث لها إذا هبت ريح. ويتم اختيار الألوان الزاهية بحسب الموسم والمناسبة، لتحدث تأثيرا فوريا وتبرز فرادتها وسط الحشد. أما القبعة فتمنح قامة الملكة مزيدا من الطول بشكل طفيف وتبرز وجهها.
كما ترتدي الملكة أحذية مختارة بعناية وبكعب عريض، ومصنوعة يدويا خصيصا لها، وتجربها كيلي بنفسها أولا للتأكد من أنها مريحة، ودائما هناك من يحمل لها مظلة شفافة ذات حواف بألوان مطابقة لثوبها وفي وضع الاستعداد، لكيلا يسمح للطقس البريطاني الذي يصعب التكهن بتغيراته بأن يتدخل ويفسد أي شيء.
وتقول إليزابيث هولمز إن ارتداء هذا الزي يمنح الملكة أقصى حد ممكن من الراحة خلال المناسبات التي تستغرق وقتا طويلا، كما يساعد في إبراز حضورها ودورها.وتضيف “تقتضي وظيفة الملكة أن يكون حضورها هادئا ومتسقا. وملابسها تجمع بين معرفة ما يمكن توقعه منها مع القدرة على المفاجأة والبهجة في الوقت ذاته”. وتشير إلى أنه “حتى في الأوقات غير الرسمية، هناك نوع من زي معين، مع الإيشارب الذي تضعه على رأسها وحذائها المطري الطويل. وهذا يحافظ على الاستمرارية، ويظهر أيضا أنها فعليا وفي كافة الاوقات ليست خارج الخدمة أو الواجبات”.
ويمكن القول إن الجانب الأكثر شهرة في مظهر الملكة، هو الذي لم يتغير تقريبا طوال فترة حكمها: تسريحة شعرها الشهيرة، والتي لم تتغير تقريبا منذ أن اعتلت العرش عام 1953.
ما تغير هو لون الشعر مع تقدمها في السن، ثم اختيارها الحفاظ على الشيب الطبيعي في شعرها الذي أصبح رماديا، لكنها احتفظت بتسريحة التجعيدتين المميزتين في الغرة وكذلك التجعيدات الواضحة في نهاية الشعر من الخلف، وهي تسريحة مثالية لارتداء تاج أو قبعة.
وتتطلب هذه التصفيفة التقليدية استعمال لفائف الشعر ثم الجلوس تحت المجفف الكبير، وقد كانت التسريحة المفضلة لدى العديد من النساء المهتمات باتباع الموضة في بريطانيا خلال السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، ولكن في حين تغيرت تسريحات الشعر ظلت الملكة مخلصة للتصفيفة التقليدية منذ ذلك الحين.يقول ريتشارد وارد، مصفف شعر العائلة الملكية والمشاهير “تسريحة شعرها تقليدية تماما بالنسبة لامرأة في مثل عمرها، لكنها تتميز أيضا بمظهر خاص وقوي، والتجعيدات تمنح شعرها رقة وتجانسا”. ويضيف “أعتقد أن تسريحة شعرها تلخص ما نقدّره حقا بها، التعقل، والعملية والأناقة”.
المجوهرات
تتميز الملكة اليزابيث بمجموعة مجوهراتها الضخمة والمميزة، وبشكل خاص “بروش” حيث ترتدى واحدا مختلفا لكل مناسبة مهمة، وكل منها له قصة مختلفة ومميزة.
خرجت الملكة إليزابيث إلى جانب ابنها الأصغر الأمير إدوارد في قصر باكنجهام يوم الخميس الماضى، وكانت تبدو جميلة بزى برتقالى جريء مع حقيبة يدها المفضلة لونر لندن.
وكما هو الحال دائمًا، أضافت بروشًا متلألئًا إلى ملابسها، ومثل العديد من قطع المجوهرات، فإن أحدث اختيار لها له قصة مثيرة وراء ذلك، حيث ظهر بروش الوردة الماسية لصاحبة الجلالة في الأصل على تاج تم إهدائه لها بمناسبة زفافها الملكي على الأمير فيليب، وفقا لموقع “hello magazine”.
وتم إهداء تاج كارتيه، بالإضافة إلى العقد، للأميرة إليزابيث آنذاك، من قبل نظام حيدر أباد، أمير هندي، ولهما معنى خاص آخر منذ أن اختارتهما الملكة بنفسها، بعد أن قيل لها إنها تستطيع اختيار ما تريد من بيت المجوهرات.
وظهر على التاج ثلاثة دبابيس من الورود، ترتديها الملكة بشكل منتظم أكثر بكثير من التاج، وفي حين أن دبوس الوردة الأكبر، الذي ارتدته الملكة أثناء نزهة مع الأمير إدوارد، يتم ارتداؤه بمفرده، عادة ما يتم ارتداء الدبابيس الصغيرة كمجموعة من اثنين.
ومن جهة أخرى افتتحت الملكة إليزابيث الدورة السادسة للبرلمان الأسكتلندي، حيث ظهرت بإطلالة متميزة باللون الأخضر الزمردي، كان بروشها الفريد هو الذي جعل ملابسها تبرز لأهميتها بالنسبة لإسكتلندا.
ووفقا لموقع “hello magazine” اختارت الملكة “بروش Queen Mary’s Diamond Thistle Brooch ” من أجل وضعه على صدرية الجاكيت الذى ترتديه، وهي نفس القطعة التي ارتدتها في العديد من المناسبات الاسكتلندية