الاخبارمتنوع
أخر الأخبار

ما بين جبل وبحر وصحراء: خريف ظفار يحتضن ضيوفه برذاذ المطر، وسمرة القهوة

جدة – أصداف نيوز:

منى الجعفراوي

مختلفة التفاصيل، فهي حلم يراود عشاق السفر، ومحبي الطبيعة الغضة، ومستكشفي الأراضي الخصبة بجمالها الفتان، ودفئها الساحر، وجوها الذي لا يتجاوز في حرارته الصيفية 27 درجة مئوية، فما بين صحراء خلابة تخطف نوم العين، وبحر يداعب حواسك الخمس، ومرتفعات تتنفس هواء عليل .. انطلق في خريف ظفار أحد أهم المواسم السياحية داخل السلطنة العمانية.

 360% زيادة في أعداد زوار السلطنة:
تقع محافظة ظفار في جنوب السلطنة، وعاصمتها الإدارية صلالة، وتعتبر وجهة سياحية على مدار العام بحسب ما ذكرته وزارة السياحة والتراث حيث شهدت سلطنة عمان ارتفاعا ملحوظا في زيادة أعداد السائحين مسجلة  360% في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري إلى 16812 سائحًا من 4672 سائحًا مسجلين في السنة الماضية، ولا عجب أن تجتذب هذه الدولة أكثر من هذا العدد لما تزخر به من تضاريس جغرافية مختلفة، وأجواء مناخية متغايرة، وروح خليجية تتناغم والعائلات بكامل توجهاتها.

فالسفر إلى عمان تجربة تزخر بالفعاليات اليومية من جهة، والاستجمام على شواطئها، أو مرتفعاتها من جهة أخرى، ناهيك عن أجواء الصحراء وحب مضارب البادية.

ظفار التاريخية:
تحيك محافظة ظفار بطبيعتها الخلابة من جهة، وبمواقعها التاريخية من جهة أخرى، ومن أهمها ( البليد ) ويقع على حافة بحر العرب إلى الشرق من قصر الحصن، وسوق الحافة، ويعتبر الموقع أثريا وثقافيا من قبل ( اليونسكو ) والذي يضم أيضا مواقع أثرية، ومتحف أرض اللبان الذي يضم عدة قاعات منها قاعة للأعمال الأثرية المنحوتة في منطقة ( البليد )، وقاعة أخرى تعكس التقاليد البحرية لمحافظة ظفار.

اللبان العماني:
مرحبا بكم في أرض اللبان الأصلي والذي لعب دورا بارزا ليس في سلطنة عمان فقط بل امتد إلى كثير من الدول الأخرى حتى وصل إلى روما، والصين.

يتم استخراج اللبان من السائل اللزج الذي يسيل عند جرح أغصان اللبان بحذر، ويمكن شراءه من سوق الحافة مع المباخر الظفارية المميزة بشكلها التراثي القديم.

يدخل اللبان في صناعة أنواع مختلفة من البخور، العطور، الكريمات، وغيرها من الصناعات التي يعد اللبان العماني أحد اهم مكوناته.

 

مرباط:
واحد من الولايات الاحدى عشر والتي تقع في جنوب السلطنة، وتقع ولاية مرباط في سهل جبل سمحان على ساحل بحر العرب، وهي مدينة تاريخية هامة تبعد 68 كيلو متر عن مدينة صلالة، وقد اشتهرت في القرن التاسع الميلادي بتربية وتصدير الخيول، وتجارة اللبان .. وللاستمتاع بتجربة لا تنسى في هذه الولاية على السائح الوقوف على خلجانها، ومعالمها التاريخية ومن أهمها حصن مرباط، والمباني القديمة ذات الطابع العربي الاسلامي.

ولاية طاقة:
وتقع شرق ولاية صلالة حيث يشكل المكان نقطة جذب سياحي رائع للإقامة فيه، وخور طاقة والذي يقع غرب المدينة يشكل بحيرة ضحلة بشريط طبيعي أخاذ، وبالقيادة باتجاه الشاطيء تجد مزارع جوز الهند التي تشتهر بها ولاية ظفار إضافة إلى البابايا، والموز، والمانجو، وغيرها من أنواع الفواكه المختلفة، ومن ثم حصن طاقة، ومن أمام الحصن يمكن للزوار التجول في ممرات الحي القديم للمدينة حيث يمكن مشاهدة عددا من المباني ذات الطابع التقليدي لمحافظة ظفار.

سحر الطبيعة:
ومع كل المواقع التاريخية سالفة الذكر والتي تحكي قصة تاريخ دولة عريقة إلا أن سحر الطبيعة يروي حكاية مختلفة التفاصيل تخطف الألباب، حيث تعشق ملامحها البكر، وتقفز عن كل منحنى أو وادي، أو عين من العيون التي تزخر بها محافظة ظفار، ولن أتوانى عن ذكر جمالها الجميلة وانطلاقها ترعى بكل حرية، بل وتصادفها تسرح في بعض الشوارع آمنة مطمئنة تعلم أن أهل هذه المدينة يحملون لها كثير من الود، والرحمة.. ليس الابل فقط بل كثيرا ما تصادف وانت في طريقك إلى مرتفعاتها، وسهولها، قطيع من الأبقار، أو الماعز تسرح في أرض الله الواسعة ..

ولعل وادي ( دربات ) أحد أبرز المعالم الطبيعية السياحة التي تجمع كل هذا الوصف حيث أنه يختبيء داخل الجبال، مطلا على خور روري بعد منطقة طاقة على المنطقة الساحلية، ويعد أحد الظواهر الطبيعية الملفتة للانتباه.

ومن ضمن هذا الوادي تقبع أعدادا من البحيرات يمكن استكشافها من على التلال الجانبية المطلة والتي تنفجر بعض مياهها في موسم الخريف، فيما يبقى البعض منها طوال العام. وتشكل الأعشاب التي تنمو خلال الخريف طعاما للجمال، والأبقار، والأغنام، إضافة إلى أماكن رائعة للنزهة.

شاطيء  المغيسيل:
يقع غرب صلالة ويعد من أهم المعالم السياحية في محافظة ظفار إن لم يكن الأبرز وذلك للنوافير التي تكونت بفعل عوامل التعرية، وهي عبارة عن حفر صغيرة تسمح للمياه بالانبثاق إلى الهواء عند هيجان البحر، فيما يوفر كهف المرنيف القريب من النوافير المكان الملائم للتمتع بنسيم البحر، والمناظر الخلابة، ما يسمح للعائلة بتمضية وقت رائع، والاسترخاء على منظر البحر.. فيما تنمو أشجار اللبان على سفوح الجبال بالقرب من منطقة مغسيل.

وكرم الضيافة عنوان:
وليست بعيدة محافظة ظفار بأهلها عن كرم الضيافة العربي الأصيل، وبشاشة المحيا، ذلك العماني بعفويته الجميلة، وطبيعته التي تشربها من جمال جغرافية ومناخ المكان، ليستقبلك بالترحاب، وبنكهة الهيل والزعفران، والقهوة ذات الرائحة القوية في يمناه، والحلوى العمانية بيده الأخرى .. وعلى الرغم من تنوع المأكولات والمطاعم والمطابخ في محافظة ظفار، إلا أن أهل المنطقة يقبلون عليك (بالمظبي) وهو ما تشتهر به المحافظة خصوصا في المطاعم الشعبية والمتواجدة على امتداد الأحياء السكنية، أو على جانبي الطريق السياحي، ويبقى أكل الحاشي من أهم اللحوم المقدمة على السفرة العمانية، بجانب (الصالونة) بنكهاتها المتعددة إلا أن أشهرها تلك التي تقدم بطعم جوز الهند خصوصا مع الأسماك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى