
دبي – 
تقدم مؤسسة فن جميل معرض “مقترحات نصب تذكاري للتقسيم” (18 يونيو 2022 وحتى 19 فبراير 2023) في مركز جميل للفنون، متحف الفن المعاصر بدبي. يجمع المعرض الجماعي، بإشراف القيّم الفني مرتضى فالي، مقترحات قدمها 20 فنانًا وكاتبًا تتأمل في التحولات الصادمة التي أنتجت دول جنوب آسيا الحالية. ويضم هذا العرض المتنوع والمثير للتأمل نطاقًا واسعًا من الوسائط الإعلامية بداية من النصوص والرسومات واللوحات وحتى التراكيب الفنية واللافتات والفيديو والصوت، ليقدم نظرة شعرية وتأملية في حدث تاريخي لا يمكن وصفه بتعريفات أو تصنيفات ضيقة. ويرافق معرض “مقترحات نصب تذكاري للتقسيم” مجموعة من البرامج العامة الموسعة مثل المناقشات والندوات والأفلام وفرص تعليمية متنوعة لجميع الأعمار، خلال فترة المعرض التي تستمر 8 أشهر.
يقدم معرض “مقترحات نصب تذكاري للتقسيم” فنانين معروفين وأصوات ناشئة يظهرون في الشرق الأوسط لأول مرة: بني عبيدي وسايرة أنصاري وهيمالي بوتا وفهد بركي وكامب وأبهيجان توتو وفيليونا دكار وبوجيتا جوها عن مناهج الغابة وشيلبا غوبتا وفايزة حسن وعزيز هزاره وكراتشي لجامية (شاهانا راجاني وزهرة ملكاني) وشرياس كارلي وأميتافا كومار ونادي باك خواتين للرسم وسريشتا ريت بريمناث وفضل رضوي وسيهير شاه وعمر وسيم ونبلة يحيى، بالإضافة إلى تكليفات فنية جديدة للفنانين فايزة حسن وفضل رضوي وعمر وسيم.
إن عدد الشهود المباشرين على الأحداث التي جرت قبل 75 عامًا يتضائل بسرعة، ولذلك نُظم هذا المعرض ليكون بمثابة مستودع عاجل يجمع التواريخ والأفكار في عملية تخليد مستمرة ودائمة التغير، تتحول مع ضرورات وقتنا الحاضر. ففي أعقاب الحكم الاستعماري البريطاني، بدأت في عام 1947 فترة حاسمة دامت لأسابيع من عمليات معقدة لم يُفصل فيها حتى الآن من التشتت والهجرة والصراع وبناء هويات معقدة امتدت لعقود، ولا تزال ندوبها العميقة واضحة ومؤلمة لمجتمعات وشعوب شبه القارة الهندية. إن معرض “مقترحات نصب تذكاري للتقسيم” يتولى المهمة التعجيزية لتصور نصب تذكاري لحدث تختلف فيه الآراء وتتراكم حوله التفسيرات المتضاربة.
تُلمح معظم مقترحات الفنانين إلى استحالة أن يُعبر نصب تذكاري واحد أو رواية موحدة عن كل تلك الأحداث. بل يميلون لتقديم طرق رقيقة وغير رسمية ومرحة وجماعية في الأغلب للبحث في التاريخ والذكريات. على سبيل المثال: قدم الفنان عزيز هزاره المقيم في كابول وبرلين والفائز بجائزة جيل المستقبل للفنون 2021، مجموعة صور فوتوغرافية تشير إلى أنواع الألعاب التي كان أفراد البلوش والبشتون يلعبونها أثناء انتظارهم لعبور الحدود التعسفية العسكرية التي تقسم بينهم. بينما يدعو العمل التعاوني للفنانة المعروفة شيلبا غوبتا المقيمة في مومباي أكثر من 100 شخص لرسم خريطة لبلادهم من الذاكرة، ويعكس تجمعهم الهش تغيّر الحدود القومية والانتماء.
بدأ القيم الفني والكاتب مرتضى فالي المولود في الشارقة والمقيم في نيويورك، والذي يساهم بانتظام في برامج فن جميل وكان قيمًا فنيًا لعرض مركز جميل للفنون الافتتاحي عام 2018 “خام”، هذا المشروع عام 2011 ضمن سلسلة من المطبوعات بتكليف من بينالي الشارقة 10 تحت عنوان “دليل الخيانة” ويتضمن المشروع مقترحات قدمها الفنانين فهد بركي وشيزاد داوود وشيلبا غوبتا ناليني مالاني ويميني نايار وسيهير شاه.
يتخذ معرض “مقترحات نصب تذكاري للتقسيم” في مركز جميل للفنون أسلوبًا تراكميًا في معالجته للذكرى، حيث تُعرض الأعمال الجديدة إلى جانب القديمة، مُترجمة من اللغة الإنجليزية إلى البنغالية والهندية والكانادية والأردية، وموزعة في أرجاء المعرض. ساهم الفنانين سيهير شاه وشيلبا غوبتا بمقترحات جديدة بعد 11 عامًا من مقترحاتهم الأولى، وتتناول المقترحات الجديدة المشهد السياسي المتغير والأساليب الجديدة في ممارساتهم الفنية.