هل تتوارى ظلال الإثنينية الثقافية بعد رحيل مؤسسها؟
عبدالمقصود خوجه يرحل تاركا إرثا ثقافيا لا مثيل له

جدة – 
أربعون عاما قضاها الشيخ عبدالمقصود خوجه حافلة بالعطاء الثقافي الممتد من المحيط للخليج بل والعابر للقارات، لم يدخر وسعا في تكريم المثقفين السعوديين والعرب بل وكل من قدم إضافة لعالم المعرفة من كل بقاع الأرض، وكانت أمنيته تحويل الإثنينية إلي مؤسسة ثقافية تسير على النهج الذي رسمه حتى بعد رحيله.
ومساء السبت الماضي 20 أغسطس الجاري تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر خبر وفاة عبدالمقصود خوجه خبر وفاته في أحد المستشفيات الأمريكية بعد معاناة طويلة مع المرض.
وتفاعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع وفاة عبد المقصود خوجة الأديب ورجل الأعمال السعودي، داعين لـ “صاحب الإثينية” بالرحمة، والمغفرة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
مسيرة
عبد المقصود خوجة، المولود في مكة المكرمة، وفي كنف والده الأديب محمد سعيد خوجة ترعرع ونشأ، وفي مدارس الفلاح بمكة، بدأ تعليمه، ومنها إلى المعهد العربي الإسلامي في دمشق متمماً تعليمه، لينخرط بعد ذلك في العديد من المهام والوظائف الحكومية التي شملت عمله مندوباً من الديوان الملكي إلى بيروت، ثم مديراً للمكتب الصحفي بعد أن أصبحت سفارة 1375 -1377هـ، ثم تقلد عدة مناصب في المجال الإذاعي والصحفي، فعمل مديراً للإذاعة والصحافة والنشر في جدة، قبل أن يستقيل من العمل الحكومي، ويبدأ رحلته الخاصة في التجارة والأعمال الحرة عام 1964 للميلاد حيث أسس عدة شركات في مجال أعمال البناء والصناعة.
“الاثنينية”
لشغف عبد المقصود بالثقافة والأدب أسس منتدى الاثنينية الأدبية، الذي يقام مساء كل اثنين بداره بجدة، ويحضره جمع من رجال الفكر والصحافة والأدب من داخل المملكة وخارجها، حيث يفِد إليه جمع من رجال الفكر والصحافة والأدب، من داخل السعودية وخارجها، ويقضون أمسية سخية بعطر الوفاء لرموز الثقافة، وعبق الفكر والمعرفة الذي يلفّ مئات الأمسيات التي انعقدت في كنف الإثنينية.
وقد نشرت فعاليات الاثنينية في اثنين وعشرين جزءاً. كما نشرت ستة وأربعين عنواناً في ستة وتسعين مجلداً لكبار الأدباء والشعراء تحت مسمى “كتاب الاثنينية”. وبلغ مجموع إصدارات الاثنينة أكثر من 185 مجلدًا وعلى الجانب الآخر استضافت الاثنينية على امتداد مشوارها في الاحتفاء بالمثقفين والمفكرين داخل وخارج المملكة وكرمت 530 عالما ومفكرا وأديبا، ومنحته رابطة الأدب الحديث بالقاهرة الزمالة الفخرية تقديراً لجهوده في رعاية الحركة الأدبية والفكرية في المملكة، وتم تكريم الاثنينية كمؤسسة ثقافية من قبل وزارة الإعلام العام “2010”.