
العُلا – 
اكتسبت العلا مكانة تاريخية خاصة بفضل موقعها الجغرافي المميز واعتبارها جسرا حضاريا، كما استعادت بريقها مؤخرا عندما أصبحت واجهة للسياحة العالمية في السعودية، بفضل مناظرها الخلابة وأنشطتها السياحية وطقسها المعتدل، مما دفع بالعديد من الشركات العالمية لاتخاذ مناطقها السياحية واجهة إعلانية خلابة لمنتجاتها.
تقع مدينة العلا بالقرب من محافظة المدينة المنورة، وتُعتبر بمثابة متحف حي في الهواء الطلق، فهي مليئة بالمواقع التراثية والعجائب الطبيعية المذهلة والجديرة بالاستكشاف، وقد تم ذكر هذه المدينة في الكثير من المخطوطات التاريخية، من ضمنها معجم ياقوت الحموي، ويوجد فيها أيضاً عشرات المعالم القديمة من ضمنها بيوت ومتاجر وقصور، بالإضافة إلى مجموعة من المقابر المحفوظة والنتوءات الحجرية الرملية والمساكن التاريخية والآثار المثيرة للاهتمام، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، والتي تحمل 200 ألف عام من التاريخ البشري غير المكتشف إلى حدٍ كبير.
سكة حديد الحجاز
تقع العلا في وادي القرى، وهو وادي شهير ومهم منذ العصور القديمة، وكانت منذ فترة طويلة مكاناً للرحلات والسفر والاستكشاف، وقد اجتازتها طرق التجارة القديمة والتاريخية والتبادل الثقافي والحج التي ربطت بلاد الشام (دول شرق البحر المتوسط) ومصر بمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة المقدستين، وقد اتبعت سكة حديد الحجاز نفس الطرق، وحسنت بشكل كبير سرعة وسلامة السفر، وقد تم إدراجها في قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي، ويمكن اليوم مشاهدة بقاياها والانغماس في تاريخها الحافل.
مدائن صالح
مدائن صالح، المعروفة أيضاً باسم الحِجْر، هي موقع أثري يقع في محافظة العُلا، وقد استمدت شهرتها التاريخية من موقعها الاستراتيجي على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، وقد ورد ذكرها في القرآن على أنها موطن قوم ثمود الذين استجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتدُّوا عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة. وتعد مدائن صالح من أهم حواضر الأنباط بعد عاصمتهم البتراء، إذ تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد البتراء في الأردن، والتي تفصلها عنها مسافة 500 كم، ويعود أبرز أدوارها الحضارية إلى القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي، وذلك خلال فترة ازدهار الدولة النبطية وقبل سقوطها على يد الإمبراطورية الرومانية عام 106م، ويُعتقد أن الحِجْر استمرت في حضارتها حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شبه الجزيرة العربية. وتضم آثار مدائن صالح اليوم 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية والتي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز والتي تمتد لمسافة 13 كم وكذلك المحطة والقاطرات. وفي سنة 2008، تم تسجيل الموقع ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع يتم تسجيله في السعودية.
المحلب
محلب الناقة هو حوض حجري منحوت يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويقع في منطقة الخريبة بمحافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، وقد كان على الأرجح حوض تنقية منحوت أمام أحد معابد مملكة دادان أو لحيان، ويعني اسمه “وعاء حلب الإبل”، في إشارةٍ إلى التقليد المحلي لهذا الحوض الذي كان يتم ملؤه بحليب ناقة النبي صالح.
صخرة الوجه
من بين المقابر الأثرية العديدة في الحِجر، وبجوار جبل الأحمر المُهيب، ستلاحظ تشكيلاً يشبه صورة رأس إنسان يحدق في المناظر الطبيعية الصحراوية، وقد أُطلق عليه اسم “صخرة الوجه”، وكما هو الحال مع جميع التكوينات الصخرية في العلا، فإن شروق الشمس وغروبها هما أوقات الذروة للزيارة، عندما تنعكس أشعة الشمس على الحجر الرملي، وتبدو وكأنها تضيء الصخور من الداخل؛ وهو مشهد ساحر للمراقبين والمصورين على حدٍ سواء.
جبل الفيل
يقع جبل الفيل في قلب صحراء العلا ذات الرمال الذهبية الخلابة، ويتسلق ثلاثة طوابق في سماء المملكة، ويُعتبر أحد العجائب الجيولوجية العديدة، فعلى عكس الواجهات المزخرفة والمنحوتة يدوياً لمقابر الحجر النبطية المجاورة، فإن “خرطوم” و”جسم” هذا الفيل مصنوع من الحجر الرملي الأحمر المنحوت بفعل القوى الطبيعية وملايين السنين من تآكل الرياح والمياه، ويتم تعزيز جمال هذا الهيكل الاستثنائي من خلال محيطه المؤلف من بحر رملي ناعم مرصع بالنتوءات الصخرية، وكثير منها مثير للإعجاب بنفس القدر من حيث الحجم والأشكال المثيرة للاهتمام.
جبل أم ناصر
جبل أم ناصر هو أحد أعلى جبال مدينة العلا، ويشتهر بالأخص بقلعة موسى بن نصير، المعروفة أيضاً باسم “قلعة العلا” والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهي تشكّل أقدم مبنى في بلدة العلا القديمة، ويقع الجبل في أضيق جزء من وادي العلا، ويوفر إطلالة بانورامية مذهلة على المدينة ومبانيها القديمة وشوارعها المتعرجة.
الديوان
الديوان هو عبارة عن غرفة مربعة تحتوي على ثلاثة مقاعد حجرية كانت بمثابة تريكلينيوم (طاولة طعام مع أرائك من ثلاث جهات، مستخدمة في روما القديمة) للأعياد المقدسة، واليوم، تُعرف باسم الديوان، ويشير مدخلها الكبير إلى أن الأعياد امتدت إلى الفضاء المفتوح أمامها، كما كان الديوان نفسه مكاناً مخصصاً للتجمعات الدينية، ويتكون من غرفة مستطيلة منحوتة في الصخر بقياس 12.8 × 9.9 متر وارتفاع 8 أمتار.
مذاق
في مذاق مزارع العلا، يتحوّل الزائر إلى مزارع، حيث يمكن له ممارسة مجموعة من الأنشطة الترفيهية المتعلقة بالزراعة مع عائلته، مثل قطف الفاكهة وعصرها، كما تسمح المزرعة للزوار بملء السلال بالفواكه لأخذها إلى المنزل، وتُعتبر هذه المزرعة وجهة عائلية مثالية، حيث يمكنك أنت وأحبائك الاستمتاع بالمناظر الجبلية الخلابة التي تحيط بالمكان بينما تنغمس في قطف الفاكهة الطازجة اللذيذة.
قرية الفرسان
تم افتتاح قرية الفرسان في عام 2015، وقد تم تصميمها لتتماشى مع تراث العلا والعمارة الحديثة، وهي عبارة عن مركز مخصص لرياضة ركوب الخيل، ويوجد فيها مركز للمؤتمرات وقاعات متعددة الأغراض يمكن استخدامها للمهرجانات والمعارض ومنصات لمراقبة سباقات الخيل، بالإضافة إلى مضمارين لسباق الخيل بطول إجمالي 46 كيلومتر، كما تم تخصيص بعض الزوايا للصناعات المنزلية للأسر المنتجة والألعاب الصحراوية.
مسرح المرايا
تم الإعلان عن مسرح المرايا كأكبر مبنى مكسو بالمرايا في العالم من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وقد تم تأسيسه في عام 2018 كجزء من مهرجان شتاء طنطورة، وهو عبارة عن تحفة معمارية مغطاة بالكامل بالمرايا في قلب صحراء العلا، ويخلق تأثير سراب مذهل من المناظر الصحراوية في وادي القرى، مما يجذب أعداداً كبيرة من الزوار الراغبين بالاستمتاع بالتأثيرات الفريدة والتقاط صور تذكارية مميزة.