رحلة نحو التميز في خدمة الجالية المصرية
القنصل العام المصري في الرياض: طفرة في الخدمات القنصلية وخطط طموحة لخدمة الجالية

- علاقة أخوية وتنسيق مستمر مع السلطات السعودية لدعم أبناء الجالية.
- تطوير جوازات السفر وشهادات الميلاد: من شهور إلى أيام.
- جهود الجالية المصرية تدعم التحول الرقمي والتطوير القنصلي.
- السفير طارق المليجي لأبناء الجالية: “أنتم سفراء لوطنكم”.
الرياض – أصداف نيوز:
في إطار سعي “أصداف نيوز” الدائم لتسليط الضوء على أبرز القضايا التي تمس حياة الجالية المصرية في المملكة العربية السعودية، كان لنا هذا الحوار مع سعادة القنصل العام المصري في الرياض السفير طارق المليجي،. في لقاء اتسم بالود والمصارحة، استعرضنا مع سعادته تفاصيل الجهود المبذولة لتطوير الخدمات القنصلية المقدمة لأبناء الجالية، والتحديات التي تواجه أكبر قنصلية مصرية في الخارج، إضافة إلى الخطط الطموحة للتحول الرقمي وتفعيل دور الجالية في بناء جسور التواصل والخدمة.
في البداية، هل لنا أن نتعرف على أبرز التطورات التي شهدتها الخدمات القنصلية المصرية في الرياض خلال الفترة الماضية، وكيف انعكست هذه التطورات على تجربة المواطن المصري المقيم بالمملكة ؟
أود أن أؤكد منذ البداية أن محور عملنا الأساسي في القنصلية هو خدمة المواطن المصري. نحن نعمل على مدار الساعة لتحقيق هذا الهدف السامي. منذ أن توليت مهامي في الرياض وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، تم تطوير العديد من الخدمات القنصلية، وهو ما يؤكده تفاعل الجمهور وإبداء المواطنين لارتياحهم فقد أصبح المواطن يلمس الفارق بنفسه في مستوى الخدمة المقدمة. خاصة وأن أعداد المراجعين المصريين الذين يتم التعامل معهم في دائرة اختصاص القنصلية المصرية في الرياض من أكبر الجاليات المصرية من حيث حجم التعاملات وهو ما يضعنا دائما أمام تحديًا كبيرًا، ولمواجهة هذا التحدي، عملنا على استحداث آليات جديدة لتقديم بعض الخدمات الأساسية مما يسهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام داخل المبنى ويوفر راحة أكبر للمواطنين. ونذكر هنا تطوير خدمة إصدار جواز السفر التي كانت تتطلب مدة قد تصل إلى عدة شهور وأصبح إصدار جواز السفر للمواطن المصري يحتاج عدة أيام لا تتجاوز الأسبوع الواحد. وذلك بربط هذه الخدمات بالقواعد الإلكترونية في القاهرة لضمان سرعة الإنجاز ودقة البيانات وهي واحدة من الخدمات العديدة التي تعمل القنصلية على تطويرها بشكل مستمر إضافة إلى شهادات الميلاد التي تصدر حاليا في فترة شهر واحد وهذه الخدمات وغيرها العديد تتم بالتعاون مع الوزارات والجهات المختلفة والمختصة في جمهورية مصر العربية كما تم تنظيم مواعيد المهمات القنصلية للمناطق التابعة للقنصلية لتقديم الخدمات القنصلية للجالية المصرية خارج الرياض وفي نطاق اختصاص القنصلية في مناطق القصيم وحائل والحدود الشمالية والمنطقة الشرقية وغيرها.
ماهي جهود القنصلية لمواجهة تحدي الازدحام سواء خارج القنصلية أو داخلها في أثناء إنجاز المعاملات؟
هذه نقطة محورية وندرك أهميتها تمامًا، وعملنا على حل هذه المشكلة على عدة محاور فتم عمل توسعة لقاعات مبنى القنصلية للمساعدة في استيعاب عدد أكبر من المراجعين لتقديم الخدمات بالسرعة والجودة التي نطمح إليها والتي تستحقها الجالية، كما تم عمل مظلات خارجية للمراجعين قبل دخولهم.
وعلى الجانب الآخر لعبت الرقمنة والميكنة دورا كبيرا فقمنا بتحويل قدر من الخدمات إلى منصات إلكترونية حيث تم تطوير “تطبيق القنصلية المصرية بالرياض” للحجز المسبق للمواعيد إلكترونيا لجميع المعاملات وهو ما ساهم بشكل كبير في تنظيم دخول المراجعين وتوزيعهم على مدار اليوم، للحد من الازدحام العشوائي كما يمكن للمراجع الاستعلام عن الأوراق المطلوبة وتقديم الطلبات ورفع الأوراق المطلوبة للمعاملة لمراجعتها من قبل الموظف المسؤول قبل حضوره للقنصلية وهو ما يقلل من الازدحام ويجنب المواطن الحضور لعدة زيارات للقنصلية كما اختصر حاجة المواطنين للحضور شخصيًا إلى القنصلية إلا في حال المعاملات التي تتطلب حضورًا إلزاميًا. ويأتي هنا دور العامل البشري، فنحن نعمل دائما على تطوير وتقييم مهارات العاملين وعقد دورات تدريبية مستمرة لتعزيز مهارات التعامل مع المواطنين بشكل مستمر لضمان تقديم الخدمة بأقصى كفاءة وسرعة ممكنة. كما قمنا بتقديم خدمة سداد الرسوم إلكترونيًا وهي لم تكن متاحة من قبل.
وفريق العمل في القنصلية يتبع سياسة “الباب المفتوح”، والحرص على الاستماع للمواطنين بشكل مباشر. التواصل المباشر مع المواطنين هو حجر الزاوية في عملنا وهو ما يمنحنا رؤية حقيقية لمواجهة التحديات التي تواجههم ويساعد على إيجاد حلول سريعة، الأولوية دائمًا هي للمواطن. العمل القنصلي ليس روتينيًا، بل هو ديناميكي ويتطلب مرونة واستجابة سريعة.
من خلال هذا التواصل، نكتشف نقاط الضعف ونعمل على معالجتها، ونستقبل الاقتراحات لتحسين الخدمات. هذا ما حدث في السنوات الأخيرة، حيث رأينا تحسنًا كبيرًا في أداء القنصلية نتيجة لهذا التفاعل المستمر وقد إنعكس ذلك على مستوى رضا المراجعين والذي وصل إلى نسبة 92% في التعامل مع “تطبيق القنصلية المصرية بالرياض” كما ارتفع تقييم القنصلية على تقييمات جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي. وأود التأكيد على أن اللبنة الأساسية في تطوير الخدمات مثل إصدار جواز السفر وضعها فريق العمل السابق وقمنا نحن باستكمال ما بدأوه هم.
وماذا عن أبرز التحديات الأخرى التي تواجه القنصلية فيما يتعلق بتقديم الخدمات للجالية المصرية، بخلاف الازدحام؟
التحديات متعددة بطبيعة الحال، مثل التعامل مع الحالات الطارئة مثل الحوادث، الوفيات، أو المشاكل القانونية. هذا يتطلب فريق عمل جاهز على مدار الساعة للتعامل مع هذه الحالات الحساسة، وتقديم الدعم اللازم للمواطنين وأسرهم وتوفر القنصلية خط ساخن لمثل هذه الحالات.
وتأتي التكلفة كواحدة من التحديات الكبيرة، وأود هنا أن أشير إلى أن معظم أعمال التطوير تمت بجهود أبناء الجالية جنبا إلى جنب مع القنصلية حيث قدم العديد من أبناء الجالية مساهمات ودعم كبير سواء من شركات قدمت لنا التطبيق، أو تلك التي تطور الأجهزة والسيرفرات والطابعات، وهذا التعاون الجماعي يشجعنا ، وقد لمس أبناء الجالية الجدية في التطوير مما جذب الكثير للمشاركة فيه.
أبرز الفعاليات والمبادرات التي نظمتها القنصلية لتعزيز التواصل وخدمة الجالية خارج مقر القنصلية
وتعتبر الفعاليات جزءًا أساسيًا من خدماتنا وتهدف إلى تعزيز التواصل وتقديم خدمات متنوعة. على سبيل المثال، شاركنا مع وزارة الإعلام والهيئة العامة للترفيه في مبادرة “الانسجام العالمي” بحديقة السويدي بالرياض في نوفمبر الماضي، وكان لنا مقر وفعاليات وتم تصويرها من قبل القنوات المصرية، كما سجلت الفاعلية الأخيرة في الدمام أكثر من 27 ألف زائر معظمهم من السعوديين. وهو ما يؤكد أننا “شعب واحد” وشعارنا هو #لن ترونا إلا معنا.
وتضم الفاعليات مشاركة واسعة من المستشفيات التي تقدم عروضًا وتخفيضات كبيرة، وشركات الطيران التي تقدم تذاكر مجانية وتسهيلات، شركات التحويلات المالية التي قدمت تحويلات مجانية لمصر خلال أيام الفعالية. وشارك ممثلو مبادرة سيارات المصريين من شركات السيارات لتقديم تخفيضات وتسهيلات شحن. وحتى المطاعم المصرية تقدم وجبات مجانية أو تخفيضات وعروضًا فنية. كل ذلك يتم بدعم وتواجد القنصلية، حيث يكون لنا مقر للرد على استفسارات الناس.
وماذا عن التعاون والتنسيق بين القنصلية المصرية والسلطات السعودية؟
العلاقة بين القنصلية المصرية والسلطات السعودية هي علاقة ممتازة، مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون البناء. هناك تنسيق مستمر ومباشر مع كافة الجهات الرسمية السعودية ذات الصلة، مثل وزارة الخارجية، وزارة الداخلية، والجوازات. هذا التعاون يسهل بشكل كبير عملنا ويساعدنا في حل العديد من القضايا التي قد تواجه أبناء الجالية. نحن نقدر الدعم والتسهيلات التي تقدمها لنا السلطات السعودية، والتي تعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، كما تم إقامة والمشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية والبيئية التي لاقت استحسان وردود أفعال إيجابية بالتنسيق مع الجهات السعودية ذات الاختصاص.
كما يمتد دور القنصلية لتوعية الجالية المصرية بالأنظمة والقوانين السعودية، وبخاصة القادمين الجدد، وهو جانب حيوي ومهم للغاية. من حسن الحظ أننا في المملكة العربية السعودية، عاداتنا وثقافتنا وتقاليدنا واحدة. لكن من الضروري أن يكون المواطن القادم على وعي بطبيعة العقد الذي جاء عليه، وحقوقه وواجباته. مثال على ذلك التوعية بأن تأشيرة الزيارة لا تسمح بالعمل، وأن التحويلات المالية يجب أن تتم عبر النظام المصرفي السليم، كما يقيم المكتب العمالي بالتنسيق مع القنصلية ورش عمل ودورات متخصصة للشركات ومقار تجمعات المصريين ونسعى حاليًا للتنسيق مع جهات سعودية ومصرية لعمل “نموذج توعوي” في مصر قبل قدوم الكوادر المصرية للعمل في المملكة، ليشمل حقوق وواجبات القادمين وعادات وتقاليد المملكة.
كلمة أخيرة تودون توجيهها للجالية المصرية في المملكة العربية السعودية عبر “أصداف نيوز”؟
أود أن أجدد شكري وتقديري العميق للجالية المصرية الكريمة في المملكة العربية السعودية، أنتم سفراء لوطنكم، ونحن فخورون بكل ما تقدمونه من عطاء وجهد. ونعدكم بأننا سنواصل العمل الدؤوب والمخلص لخدمتكم وتلبية احتياجاتكم. أبوابنا مفتوحة لكم دائمًا، ونحن هنا لدعمكم في كل الأوقات. ثقتكم هي دافعنا الأكبر. كما أدعوهم للاستفادة القصوى من الخدمات الإلكترونية، فهي توفر عليهم الكثير من الوقت والجهد وتجعل تجربتهم أكثر سلاسة.
نبذة سريعة عن المسيرة العلمية والعملية لسعادة السفير طارق المليجي
تخرج السفير طارق المليجي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف ومنذ انضمامه للعمل في وزارة الخارجية شغل عدد من المناصب الخارجية في دول منها ملاوي، وتركيا، وأرمينيا، والبوسنة والهرسك، والكويت كما عمل مديرا لمركز إصدار جوازات السفر بالقاهرة ومن ثم تولى منصب القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالرياض منذ ديسمبر 2021.