أحمد إبراهيم مدير تمكين المبيعات مزودي الخدمات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة انتل في حوار صريح عن الذكاء الاصطناعي:

سمر يحيى- 

استمرت فكرة سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر، ومع نمو الآلات والروبوتات واحلالها للعديد من الوظائف البشرية، أصبح القبول الإنساني بالأمر الواقع حتميا، إلا أن للذكاء الاصطناعي وجه آخر يتطلع إليه الباحثون عن الجودة التي تضفيها الروبوتات والأتمتة على الحياة.

وبين هذا المشهد وذاك، توجد العديد من الأسئلة، فكم ستتغير حياتنا، وإلى أي مدى ستسيطر الآلات والروبوتات على حياتنا؟ وما هي آخر تطورات الذكاء الاصطناعي خاصة خلال فترة جائحة كوفيد-19 والتي تطلبت الحظر الكامل لكل دول العالم، وبالإضافة للمجالات العديدة التي تم فيها استخدامه، إلا أن المجال الأبرز كان في مساعدة الأطباء والباحثين في مساعيهم للعثور على اللقاح، وتعتبر شركة انتل وما تقدمه في هذا المجال تفردًا متميزًا في عالم التقنية الحديثة.

أحمد ابراهيم مدير تمكين المبيعات – مزودي الخدمات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقي بشركة انتل يوضح كثير من النقاط من خلال الحوار التالي:

• ماهي منتجاتكم وحلولكم التي تدعم حالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته؟

لا شك أن الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات ستشكل السمة المميزة لمهام العمل خلال العقد المقبل. وفييوم 18 يونيو 2020، كشفت إنتل النقاب عن باقة من أحدث أجهزتها وحلولها البرمجية التي تسهم في تسريع وتيرة تطوير ونشر أعباء العمل المستندة إلى الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات ضمن مراكز البيانات، وفي مجالات الحوسبة السحابية وتقنيات الحوسبة الطرفية الذكية. وتشمل هذه الحلول المعالجات، ومسرّعات مصفوفات البوابات المنطقية القابلة للبرمجة (FPGA)، والذواكر وحلول التخزين، والحلول البرمجية التي تسهّل عملية توفير مهام العمل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات.

وتتطلب الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتحسين نتائج العمل مجموعة واسعة من التقنيات التي تشمل الأجهزة والبرمجيات على حد سواء. وبدءاً من رقائق السيليكون ووصولاً إلى حلول التخزين، تساعد حلول الذكاء الاصطناعي من إنتل العملاء على تحقيق قيمة حقيقية من أعمالهم.

 *وما هو دور منتجاتكم وحلولكم في المساعدة على تطوير حالات استخدام للذكاء الاصطناعي مثل تقنيات الحوسبة، وبحيرات البيانات، والتدريب على استخدام البيانات، والنمذجة وغيرها؟

تشكل معالجات Intel® Xeon® Scalable من الجيل الثالث أساساً مثالياً لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي من حيث القيمة، والنطاق، وتسريع عمليات دمج الذكاء الاصطناعي، وقيادة الاستدلال. وتسهم هذه المعالجات في تعزيز حضور إنتل الرائد في مجال تسريع وتيرة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي تعد أول معالجات خوادم تدمج تنسيق bfloat16، والذي يزيد إنتاجية الذكاء الاصطناعي عبر خفض كمية البيانات اللازمة لتوفير دقة التدريب ذاتها. كما يتيح دمج تنسيق bfloat16 إمكانية تقليص حجم الذاكرة المستخدمة، ومشاركة موارد الحوسبة والذاكرة والتخزين على مستوى الأجهزة.

وتسهم تعليمات الذكاء الاصطناعي وإمكانات Intel DL Boost في معالجات Xeon في توفير تسريع ملموس عبر مجموعة واسعة من مهام العمل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل التعرف إلى الصور، وأنظمة التوصية، ومعالجة اللغة الطبيعية، وعمليات الكشف عن الأشياء.

 *برأيك، هل تمت الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي ونماذج التنبؤ لمعالجة التحديات المرتبطة بجائحة كوفيد-19؟

يبرز الذكاء الاصطناعي حالياً كتقنية فاعلة في بلورة فهم أفضل لأمراض مثل جائحة كوفيد-19 والحد منها. إذ يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء والباحثين في مساعيهم للعثور على اللقاح، وتجنب انتشار المرض، وتسريع وتيرة التعافي منه، وإنقاذ الأرواح عبر الاستعانة بمجموعات معقدة ومتنوعة من البيانات لتطوير رؤى جديدة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع وتيرة عمليات المعالجة الجينية وتحليل الصور، وتوفير علاجات مخصصة وأكثر دقة.

وتستخدم نماذج الروبوتات تقنيات الذكاء الاصطناعي من إنتل للتجول بشكل آمن بين الناس أثناء تعقيم المستشفيات. ومن خلال استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية والذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام الروبوتات في تعقيم الغرف والمعدات بسرعة كبيرة، والمساعدة على تنجب الأنشطة الخطرة.

* هل لك أن تصف لنا الآلية النموذجية لاعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل مستخدم نهائي يتمثل بإحدى المؤسسات؟

علينا أولاً أن ندرك أن نشر الذكاء الاصطناعي في أي مؤسسة يتطلب مسيرة عمل طويلة. وتتمثل الخطوة الأولى في تحديد التحدي الذي ترغب المؤسسة بحله عبر عقد جلسة عصف ذهني لتحديد التحديات الرئيسية التي تواجهها. وبمجرد تحديد الفرص للتحقق من جدواها، تشمل الخطوة الثانية معرفة منهجية الذكاء الاصطناعي الملائمة لكل مشكلة.

وتتمثل الخطوة التالية في تقييم الخبرة اللازمة لتطبيق الحل، وتحديد قدرة فريق العمل على تبني فلسفة تقوم على التحسين المستمر والاكتشاف السريع للأخطاء. وبمجرد الاستعانة بالعناصر البشرية الملائمة، ينبغي القيام بعدها بتحديد مصادر البيانات وتجهيزها للتحليل، بالإضافة إلى بناء البنى التحتية اللازمة لمعالجة المشكلة. وأخيراً وليس آخراً، يمكن للمؤسسة اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة للاستفادة من البيانات في معالجة تحديات العمل. ولكن إذا لم تكن المؤسسة جاهزة لقبول الرؤى المستندة إلى البيانات، فستذهب جميع هذه الجهود سدىً.

* ما هو دور شركاء واستشاريي قنوات الاتصال في تعزيز كفاءة المستخدم النهائي عند استخدامه لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟

لتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، يتعين علينا التحلي بروح القيادة. ويشمل ذلك استقطاب أفضل المواهب وتطويرها، ورعاية الأبحاث، والمشاركة في المجالس الاستشارية، وتمويل برامج الشركات الناشئة، وبلورة سياسة عامة وغيرها من الإجراءات الأخرى.

ونحن نتطلع للارتقاء بسوية منظومة الشركاء عبر استخدام وسائل مختلفة تشمل الشراكة مع أحد شركاء برنامج Intel AI Builder للوصول إلى أكثر من 100 حل للذكاء الاصطناعي، وتسريع اعتماد نموذج محسّن من حلول إنتل في السحابة العامة، وبناء بنية تحتية خاصة باستخدام تكوين محسّن بالذكاء الاصطناعي من قائمة حلول Intel Select Solution.

* ما هي أبرز قطاعات السوق المؤهلة لاعتماد الذكاء الاصطناعي في المنطقة؟

تشمل قائمة القطاعات التي ستعتمد هذه التقنية بشكل مبكر كلاً من: القطاع الاستهلاكي

نشهد حالياً التأثير الإيجابي الفعلي بشكل مرئي وغير مرئي للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، وتعد إمكانيات هذه الفئة من التقنيات غير محدودة تقريباً. ويسهم الذكاء الاصطناعي بإحداث نقلة نوعية في معظم القطاعات بما في ذلك الزراعة، والمنتجات الاستهلاكية، والطاقة، والخدمات المالية، والصحة، والصناعة، والإعلام، والبيع بالتجزئة، والاتصالات، والنقل.

وتشمل قائمة القطاعات التي ستعتمد هذه التقنية بشكل مبكر كلاً من: القطاع الاستهلاكي مع نظام المساعد الذكي وروبوتات المحادثة وعمليات البحث المخصصة؛ إلى جانب قطاع الرعاية الصحية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إحداث تأثير إيجابي مباشر من خلال عمليات التشخيص المحسّنة، واكتشاف الأدوية، ورعاية المرضى، والأنشطة البحثية.