فن و ثقافةمتنوع
أخر الأخبار

في لقائه مع نادي جدة الأدبي سعد بن محمد: سجنت نفسي داخل نفسي كثيرًا.. حتى تعلمت أن الحرية مسؤوليتها أكبر وأعظم من القيد

جدة –

لم يحدث أن توقفت عن الأسئلة، ولم تكن تهمني الإجابات، عدم قطعية الإجابة لا تجعلها مطلقة، المطلق هو السؤال، أيًا كان، وبأي صيغة، سجنت نفسي داخل نفسي كثيرًا، حتى تعلمت أن الحرية مسؤوليتها أكبر وأعظم من القيد، تعلمت أن أعظم نعم ربي الذي أمرنا أن نتحدث بها ومن خلالها هي “العقل”.

منذ زمن ليس قليل تعودت الصمت وارتحت له وبه، أتتني عدة دعوات ولم ألبيها، تهربت منها، لكنني قررت هذه المرة أن أقبل الدعوة، لعلي أقول شيئا لم أقله من قبل، لذلك سأجيب عن كل وأي سؤال مهما كان، إلا إذا كان اختزالًا، انضموا معنا وادعو أن نعمة البوح تشملنا…

بهذه المقدمة الفلسفية، التي تلفها الشفافية، قدم الفنان والكاتب سعد بن محمد دعوته لمحبيه ومتابعيه، ولكل من لديه الشغف الثقافي والمعرفي أن يكون من حضور صالون جدة الثقافي، سواء حضورًا فعليا أو عبر منصة “زووم”.

بعد ذلك بدأت الأمسية التي أدارتها عضو النادي جواهر القرشي والتي قدمت الضيف،الذي أبدى شكره للنادي على إتاحة هذه الفرصة، وتحدث عن مشواره مع التأليف والإخراج والأعمال التي قدمها. بعد ذلك أجاب عن الأسئلة التي طرحت عليه عبر “منصة زوم” من الحضور.

وتناول اللقاء موضوع: “هو.. وما خلف الأنا”، تطرّق فيه إلى: الأنا في الأدب والفن والدين والسياسة والحياة، ماهية الأدب؟ ماهية العائلة؟ ما الذي نستطيع فعله في مواجهة الأشياء التي لا نرضى عنها وحماية أبنائنا؟ معضلة الــ “لماذا”؟، ونظرية نشوء وارتقاء الإحباط. نظرية ونفي ما يسمى الحاضر، ونظرية العمر الافتراضي للحب.

قالت القرشي في مقدمتها أن الأمير سعد بن محمد فنان يملك الريشة والقلم، أدواته حرف وبرواز، يتنقل في ابداعاته بين أعمال فنية ومرئية ومسموعة.

درس الطب لمدة ست سنوات بجامعة الملك عبدالعزيز ولكنه لم يتخرج طبيا، حيث اتبع فكره، وذهب إلى كلية السياسة والاقتصاد، والدراسات الفكرية والفلسفية، فنان يمزج الفكر باللون، وكما يقول:” كل فكر يصعب على الحرف صياغته أعبر عنه برسمي”، بعدها سمعنا عنه ككاتب سينمائي ومخرج.

اختار أن يتحدث عن الأدب” هو.. وما خلف الأنا”

ولم يسهب سعد في البداية وقال: “اسمحوا لي أن أعلن عن حرجي أن أتحدث في حضور الفنان هشام بنجابي، والأديبة انتصار العقيل، أولئك الذين أثروا في كقيمة فنية وأدبية، أشكركم أساتذتي”.«وأشكر النادي على هذه الاستضافة، وهذا اللقاء الجميل».

وبدأت القرشي الأسئلة ومحاور اللقاء: البداية كانت من السعودية ثم انتقلت بأعمالك إلى بيروت ثم القاهرة.. ما الفرق بين هذا وذاك؟

فأجاب: كل شيء له أسباب، هنا شركة النشر لم تتأخر في الدعاية والطباعة للكتب، ولكن كانت تواجههم مشكلة التوزيع، فانتقلت إلى بيروت وعهدت إلى دار نشر في بيروت وصلت بكتبي إلى كل أوروبا ووصلت حتى أمريكا اللاتينية. أما القاهرة فكانت محطة لكتابة وإنتاج أفلام سينمائية.

وقال الأمير سعد بن محمد: وعن أعماله التي قدمها أضاف: قدمت أشياء تعبر عن الفكر، وبحمدالله عملت فيلما حقق عددا من الجوائز خلال المهرجانات، وحاليا أعمل على تجهيز فيلم قصير.

وتوالت الأسئلة: هل تجد نفسك في العزلة أو حين يحضر الآخر.؟ وهل تشتاق للآخر حين تكون في عزلة ..؟! كيف نستطيع أو (كيف استطعت) الموازنة بين الأدوار المتعددة في حياتنا و بين قيد المسئولية؟ هل ستشكر الصدفة التي أتت بك الليلة، لأنها أزاحت عن فؤادك عبء الهروب وتركت له حق مواجهة هذا الزخم من الفن الذي يسكنك؟ ما رأيك في هذه المقولة.. لـ تشيخوف، والتي تقول “ذلك الذي لا يرغب في شيء، ولا يأمل في شيء، ولا يخاف من أي شيء، لا يستطيع أن يصير فنانًا.”؟

مداخلة عن بعد من د.عبدالله الخطيب ألقتها الأستاذة جواهر القرشي؛ ما اللحظة المعرفية أو الإنساناوية التي جعلته يقرر أن يبوح هذه المرة.؟ هل هي الرغبة العارمة في مزيد من الأسئلة؟ هل عظمة الأسئلة تكمن في أنها تُبقينا في لذة تلمس الطريق نحو النهايات؟ هل توجسنا من الأجوبة يعود إلى كونها من المفترض أن تأخذنا إلى النهايات، والنهايات غالبًا ما تكون غير محببة للنفس، وتقطع الطريق أمام العلاقة الفاتنة مع الغموض؟ هل العلاقة مع الغموض “باعتباره” قيمة يختلف من ثقافة إلى ثقافة أخرى؟

ولسبب ما انقطع البث عبر الزوم، ولكن وعد سعد أن يكون هناك بث تفصيلي للقاء وتصوير احترافي به كل الردود على الأسئلة.

وفي نهاية الأمسية قدمت له عدد من الهدايا شملت عددا من إصدارات النادي ولوحة فنية بريشة فاطمة العسبلي (من فنانات النادي شارك في تقديمها الفنان هشام بنجابي، كما تسلم بعض اصدارات النادي الأدبية، و تسلم د. عبدالله السلمي من الضيف سعد بن محمد لوحة جميلة إهداء من الضيف للنادي.

من ضيوف الأمسية و الذين شاركوا في المداخلات الأستاذة الأديبة نبيلة محجوب رئيسة الصالون الثقافي، الفنان هشام بنجابي، الفنان يحيى باجنيد، الأديبة انتصار العقيل، الأميرة دعاء عزت، الأستاذ صالح بوقري.

سعد بن محمد؛ مجموعة إنسان، أتقن التعدد في حب الفنون، وأجاد التنقل بين محطات الثقافة والأدب. 

 إبداعه بين حرف القصة وسيناريو العمل السينمائي وريشة الفن التشكيلي، فأتى بها جميعا .

حصل على جوائز متعددة في معارض الكتاب في بيروت، صدر له كتاب (أنا) و (أنا مرة أخرى) وكتب أخرى تبعت ذلك.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى