مريم الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير بمناسبة اليوم العالمي للاجئين 2020:
ليكن العام 2020 عاماً مفصلياً في التعاطي مع قضايا اللاجئين وعياً وممارسة
الشارقة –
يمر علينا اليوم العالمي للاجئين 2020، وأعداد النازحين واللاجئين في ازدياد متواصل، ما يفاقم من آثار ونتائج هذه القضية التي تعتبر أحد أكبر وأهم المشكلات الإنسانية على مر التاريخ، فمنذ عشرة أعوام كان عدد اللاجئين في العالم نحو 44 مليون شخص فيما يبلغ عددهم اليوم نحو70 مليوناً، وهذا يعني أننا مطالبون دوماً بتطوير أدواتنا وتعزيز برامجنا لمساعدة ودعم اللاجئين، إلى جانب رفع مستوى التنسيق بين المؤسسات الإنسانية العالمية المتخصصة.
اختارت الأمم المتحدة لليوم العالمي للاجئين هذا العام شعار “كل بادرة مهمة” بهدف تحفيز المؤسسات والمجتمعات والأفراد على القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه اللاجئين، والتأكيد على أن أي مساهمة مهما كانت بسيطة قد تحدث فرقاً كبيراً في حياة الكثيرين، وهذا يؤكد موقفنا المبني على رؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة ” القلب الكبير” والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن العمل الإنساني لا يقتصر على المؤسسات بل يجب أن يكون مسؤولية كل فرد، وثقافة اجتماعية راسخة تغذيها سياسات رسمية وبرامج مؤسسية هادفة.
ليكن العام 2020 عاماً مفصلياً في التعاطي مع قضايا اللاجئين وعياً وممارسة، وليكن يومهم العالمي مناسبة للتذكير بأن ازدياد أعداد اللاجئين يجب أن يقابله زيادة، وتنوّع في المبادرات الموجهة لتلبية احتياجاتهم، فتجمعات اللاجئين تتحول بشكل تدريجي إلى مجتمعات كاملة قد يطول بقاؤها في الدول المضيفة، وهذا يعني أن الدعم الموجه لهم يجب أن يتجاوز توفير الحقوق الأساسية من غذاء وعلاج وتعليم وأمن، ليشمل الحق في نمو نفسي ومعنوي سليم لأطفالهم وأجيالهم الناشئة.
عند التفكير بما يجب عمله للاجئين، علينا أن نسأل أنفسنا: أي عالم نريد لنا ولهم في المستقبل؟ فالإجابة على هذا السؤال تشكل إلهاماً كبيراً لنا جميعاً وتمنحنا قاعدةً لابتكار أشكال جديدة من المبادرات وبرامج الدعم، وتطوّر من مفهومنا لحقوق اللاجئين وواجباتنا تجاههم، وهذا ما نعمل عليه بشكل متواصل في “القلب الكبير” لتكون هذه المؤسسة على جهوزية دائمة للقيام بواجبها وترجمة رسالتها الإنسانية العالمية.