نظرة شاملة لفهم الانتباذ البطاني الرحمي
عيادة الخصوبة "اي في اي" تلقي الضوء على مشكلة الانتباذ الرحمي وتأثيره على خصوبة المرأة
أبو ظبي – نيوز جيت 360:
يعد الانتباذ الرحمي حالة طبية تؤثر على الملايين من النساء في جميع أنحاء العالم اليوم. وهو مرض موهن ومؤلم في كثير من الأحيان، وهو أحد الأمراض غير المشخصة لدى العديد من النساء اللاتي هن في سن الإنجاب. ومما يزيد من تفاقم الوضع أن متوسط فترة التشخيص يبلغ حوالي سبع سنوات ونصف.
وكل هذه الجوانب تجعل من الصعب على الخبراء تحديد العدد الدقيق للنساء اللواتي يعانين من الانتباذ الرحمي، بالإضافة إلى صعوبة تشخيصه في مراحله المبكرة. وتشير التقديرات التي وضعتها أحد الهيئات الدولية إلى أن 10% من النساء في جميع أنحاء العالم مصابات بهذه الحالة الطبية.
وتوضح خبيرة الخصوبة الدكتورة لورا ميلادو، أخصائية التلقيح الاصطناعي، في عيادة اي في اي ميدل ايست للخصوبة، أبوظبي، أن الانتباذ الرحمي هي حالة تنمو فيها خلايا وأنسجة بطانة الرحم في أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك المبيضين وقناتي فالوب وأجزاء أخرى من منطقة الحوض، بدلاً من مكانها الصحيح داخل الرحم. وتحاكي هذه الخلايا عملية الحيض من حيث أنها تنهار وتنزف كل شهر. وعلى عكس فترة الحيض الطبيعية، لا يترك الدم الجسم بشكل صحيح، ليتحول في نهاية الأمر إلى جزء لا يتجزأ من أعضاء الحوض. وتشخص هذه الحالة باسم الحيض الرجعي.
ويستخدم الأطباء الحيض الرجعي على نطاق واسع لشرح سبب حدوث الانتباذ الرحمي، ولكن قد تكون هناك عوامل أخرى تسبب هذه الحالة، وقال البروفيسور الدكتور “هومان فاطمي”، المدير الطبي لعيادات “اي في اي” ميدل ايست للخصوبة: “لا يوجد حتى الآن تفسير واضح لنمو بطانة الرحم في اجزاء أخرى بخلاف الرحم، فأسباب هذه الحالة الطبية يمكن إرجاعها إلى علم الوراثة، مع ضعف الجهاز المناعي،
والعوامل البيئية، والاستقلاب وذلك من بين الأسباب الأخرى التي ينظر فيها المجتمع الطبي لتفسير تلك الحالة”.
ويعد ألم الحيض أحد الأعراض الأكثر شيوعاً بصرف النظر عن الألم في البطن، الحوض، أو أسفل الظهر، وألم بين الوركين وأعلى الساقين، بالإضافة إلى ظهور آلام أثناء الجماع وحدوث نزيف بين فترات مختلفة. وقد تحدث الأعراض المعدية المعوية والبولية كذلك إذا بدأ نسيج بطانة الرحم في النمو داخل الأمعاء، المثانة، المستقيم، أو غيرها من الهياكل الأخرى. وقد تعاني بعض النساء أيضًا من التعب المستمر أو عدم الراحة عند الذهاب إلى المرحاض أو النزيف من الشرج أو السعال.
وفي الوقت ذاته تختلف الأعراض من حالة لأخرى، فهناك نساء تعاني من الأعراض السابقة في الوقت التي قد لا تظهر أي علامات أو أعراض لدى نساء أخريات.
وأضاف البروفيسور الدكتور فاطمي: “ومن جملة كل الآثار المترتبة على الإصابة بالانتباذ الرحمي يظل العقم الأثر الأكثر خطورة، فحوالي (30-50)% من هؤلاء النساء المصابات غير قادرات على الحمل”.
وتحدث الصعوبة في الحمل بشكل عام بسبب التشويه التشريحي والالتصاقات الناتجة عن هذه الحالة. فبحسب شدة تلك الالتصاقات يتحدد صعوبة الحمل فقد تمنع تلك الالتصاقات البويضات من المرور والتحرك نحو قناة فالوب.
واستنادًا إلى تصنيف الجمعية الأمريكية للخصوبة المعدل لبطانة الرحم (AFS) تعتمد فرصة الحمل الطبيعي على الرغم من تشخيص الانتباذ الرحمي على ما إذا كان المرض يصنف على أنه الحد الأدنى أو المعتدل أو المرحلة الشديدة من المرض.
فبالنسبة للنساء ذوات الحالات الشديدة تكون فرص الحمل أقل بكثير بسبب ندبة تتشكل بشكل عام في هذه الحالة. بالإضافة لذلك فإن الانتباذ الرحمي قد يتسبب في الإضرار بقناة فالوب والمبايض في بعض الأحيان.
وقال البروفيسور الدكتور هومان فاطمي أنه لا يوجد حتى علاج معروف لبطانة الرحم. والعلاجات المتاحة للمرض تعتمد على الجراحة والأدوية الهرمونية ووسائل منع الحمل، والمسكنات المضادة للالتهابات والتي تهدف جميعها إلى إدارة الأعراض فقط.
لهذا يجب على النساء أن يضعن في اعتبارهن أن الحمل لا يزال ممكن على الرغم من أنه سيكون تحديًا. وفي ظل هذه الظروف فمن الأفضل دائما التحدث إلى خبير الخصوبة في أقرب وقت ممكن. وتوصي اي في اي للخصوبة بزيارة أخصائي خصوبة للنساء في سن العشرينات والثلاثينات، بغض النظر عما إذا كن يحاولن الحمل أم لا.
وأضاف البروفيسور الدكتور فاطمي: “يمنح استشارة المرأة المصابة بالانتباذ الرحمي وزوجها مع خبير للخصوبة رؤية حول قدرتها على الحمل وأفضل خيارات العلاج المتاحة إذا كان الحمل سيكون بالفعل تحديًا. وتعد طريقة الإخصاب في المختبر (IVF) والمحافظة على الخصوبة من خلال تجميد البويضات جزء من الخيارات المتاحة”.
قد يكون الحمل بالنسبة لبعض النساء أمر سهل للغاية وفي المقابل صعب جدا للبعض الآخر، وخاصة للنساء اللاتي يعانين من ظروف صحية مثل الانتباذ الرحمي، فالأمر لا يكون واضحا وكل حالة تختلف عن الأخرى. ومع التقدم في الطب الإنجابي لا يزال العديد من الأزواج يُمنحون فرصة لبدء رحلة الأبوة بغض النظر عن التحديات، لهذا يظل الأمل حاضرا لدى الجميع.
وتعد اي في اي للخصوبة مؤسسة رائدة في علاج العقم في الشرق الأوسط ولها ثلاث عيادات في كل من: أبوظبي ودبي ومسقط. تمتلك اي في اي أعلى معدل نجاح في المنطقة يصل لأكثر من 70٪ بالإضافة إلى مئات من المهنيين المتخصصين في الخصوبة مع عدة سنوات من الخبرة العالمية واعتمادهم العمل معا لتحقيق النجاح لمساعدة الأزواج لتحقيق حلمهم في إنجاب طفل.