فن و ثقافةمتنوع
أخر الأخبار

100 محاضر ومصور في “أسبوع القاهرة للصورة” و”معرض الصور الصحفية العالمية”

أرشيف مصر والعالم العربي السياسي والفني بمعرض الأسطورة المصور فاروق إبراهيم

تابع أصداف نيوز على

القاهرة – أصداف نيوز

بمشاركة نحو 100 محاضر وفنان من المصورين المحليين والدوليين وصانعي الصور، افتتحت مؤسسة فوتوبيا للتصوير الفوتوغرافي معرض “الصور الصحفية العالمية 2022” وذلك تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وسفارة المملكة الهولندية بالقاهرة، لأول مرة وبعد غياب 18 عاماً بمحافظتي القاهرة في مسرح راديو، وذلك ضمن فعاليات مهرجان” أسبوع القاهرة للصورة “Cairo Photo Week” في نسخته الثالثة، الذي تشهد فعالياته قلب القاهرة بمنطقة وسط البلد التاريخية بـ 8 مواقع مختلفة، ويستمر حتى 18 فبراير 2023.
يتضمن المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة «فوتوبيا»، وهي مدرسة مستقلة في القاهرة، على 14 معرضاً و90 حلقة نقاشية و15 ورشة عمل، فضلاً عن العديد من المحاضرات والمعارض والاستوديوهات المفتوحة والخدمات واللقاءات ومساحات العمل المشترك للمصورين.
وتشمل الفعاليات جميع أنواع التصوير الفوتوغرافي من التصوير الوثائقي والصحافي والسينمائي، والتجاري، والمفاهيمي، والبورتريه والأزياء وتنسيق الطعام، فضلاً عن تحرير الصور، والفنون الجميلة والأرشفة وغير ذلك من النشاطات، التي تحتضنها مراكز ومؤسسات ثقافية وفنية معروفة في قلب العاصمة المصرية، منها سينما ومسرح راديو والمعهد الثقافي الفرنسي وجاليري «المصنع» و«ستارت – آب هاوس» وجاليري «أكسيس»، ومبنى القنصلية، ومركز التحرير الثقافي.

ويتميز الحدث بحضور مميز لشخصيات محترفة وشهيرة، مثل المراسلة منى بو شناق، التي تقدم تشكيلة واسعة من الصور الفوتوغرافية، وذلك من خلال عملها في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وكذلك المصور الشهير سيزر ريلو من إسبانيا، وجاسبر دوستو من هولندا، إضافة إلى تنظيم ورشة عمل للمصورة الأمريكية ماجيستيبر، وهي واحدة من أشهر المصورين في مجال توثيق الصورة.

من جانبها، علقت مروة أبو ليلة، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة فوتوبيا: “سعداء باستضافة معرض عالمي بهذا الحجم في مصر، حيث يعد “معرض الصور الصحفية العالمية”، من أهم وأبرز الفعاليات العالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي، وهو يمثل جوائز الأوسكار للتصوير، ويشمل المعرض مجموعة من أفضل أعمال المصورين من مختلف دول العالم، وقد شهدت مصر تحديدًا في مدينة الإسكندرية، أخر انطلاق للمعرض عام 2005.

وأضافت أبو ليلة: «يقدم الفنانون من خلال المعرض سرداً بصرياً لقصص مصورة متنوعة، ضمت قصصاً وثائقية في سياق اجتماعي واقتصادي، ومنها قضايا المرأة، إلى جانب القصص الشخصية، حيث أردنا أن نقترب من خلال الصورة من ثقافة شمال أفريقيا، إذ يفتقر الشباب المصري إلى معلومات كافية عن هذه المنطقة الغالية من القارة السمراء، لا سيما أنها تخص دولاً عربية، كما اكتشفنا الكثير عن ثقافتنا وعن الإمكانيات الفنية المبهرة لفناني المنطقة». ويتضمن الأسبوع، الذي يقام بشراكة رئيسية مع شركة «الإسماعيلية للاستثمار العقاري» المسؤولة عن إعادة إحياء وترميم منطقة وسط القاهرة، معارض فردية، أهمها «الأسطورة» لأعمال الفنان الراحل فاروق إبراهيم، أحد أبرز المصورين المصريين، والذي يمثل مدرسة فنية وصحافية مستقلة، ومعارض لفنانين شباب مثل سلمى الكاشف، ونيللي الشرقاوي، ومعرض الأزياء «ديفاز».

ويرفع الحدث، الذي يقام كل عامين، في دورته الحالية شعار «العودة إلى أساسيات الفوتوغرافيا»، بحسب الفنانة مروة أبو ليلة، التي قالت: «لاحظنا من خلال المسابقات والمعارض المتخصصة أن نسبة مرتفعة من شباب المصورين أصبحوا يفتقرون لاتباع قواعد وأصول التصوير الفوتوغرافي في أعمالهم، إذ ارتفعت أعدادهم لكن انخفضت جودة الصورة، فقررنا أن يركز المهرجان في نسخته الجديدة على العودة إلى أصل حرفة التصوير وقواعدها». وتابعت: «في إطار ذلك هناك احتفاء بالبعد الأكاديمي في كل النشاطات التي يشهدها الأسبوع، بحيث يتعرف الشباب على كيفية صناعة الصورة بشكل سليم واحترافي، وفق القواعد المهنية»..

ومن أبرز فعاليات «أسبوع القاهرة للصورة» معرض «ورلد برس فوتو»، المقام على مسرح راديو، والزاخر بقصص مرئية دقيقة ومتنوعة وعالية الجودة، إذ يقدم الأعمال الفائزة – وعددها 24 عملاً – في المسابقة العالمية للصور الصحافية لعام 2022، وحول ذلك صرحت أبو ليلة: «حرصنا على استضافة المعرض بالتعاون مع السفارة الهولندية بمصر، لأنه يقدم أفضل مشاركات التصوير الصحافي والوثائقي من مختلف أنحاء العالم، بما يجعله نافذة للشباب يطلون منها على تجارب تحقق توازناً أكثر عالمية، وأفضل جغرافياً للرؤى المختلفة، وفق أحدث التقنيات الفنية». ومن العالمية إلى الإقليمية، تأخذ نشاطات الحدث الجمهور إلى معرض «سرد 3»، الذي سيفتتح الخميس، في غاليري «المصنع»، والمتميز هذه المرة بعمقه الأفريقي، إذ يشارك فيه مجموعة من الفنانين من مصر وتونس والمغرب والجزائر والسودان، وتقول مديرة «فوتوبيا»: «بعد عرض (سرد) في النسختين السابقتين، وفي أسبوع الجونة للصورة الصيف الماضي، رأينا أنه ينبغي في هذه النسخة أن نتوسع لأول مرة ليشمل (سرد) مصوري مصر وشمال أفريقيا، حيث وجدنا أنه من الضروري تمثيل هذه المنطقة، كتذكير بأنه رغم سنوات الابتعاد الثقافي، فإن لدينا الكثير من القواسم المشتركة».

وينفرد المعرض المشترك بين “الصور الصحفية العالمية – أمستردام” و”أسبوع القاهرة للصورة” هذا العام بعرض نتائج مسابقة التصوير العالمية السنوية لعام 2022 بمسرح راديو بوسط البلد، ليسلط الضوء على أهم وأفضل أعمال التصوير الصحفي والوثائقي من جميع أنحاء العالم. حيث فاز بالمسابقة 24 مصورًا من 23 دولة من بينهم المصورة المصرية رحاب الدليل والتي فازت في مسابقة الصور العالمية للصحافة الإقليمية 2022 في دورتها الـ 65. لقبت رحاب مشروعها” بشوق الغريب الذي تقطع سبيله” لترصد ثقافة وأحلام رجال ونساء المجتمع البدوي في سانت كاترين بجنوب سيناء.

وتفتح مسابقة صور الصحافة العالمية أبوابها للمتنافسين ويتم اختيار الفائزين وفقاً للناحية الإبداعية والرسالة التي تقدمها الصور الصحفية المميزة، وقد قدم المصورين في المسابقة التي شهدت 4066 مصورًا من 130 دولة شاركوا بـ 64823 صورة، شملت قصصًا شجاعة، ورؤى لا تقدر بثمن، ومجموعة متنوعة من التفسيرات والآثار التي لا يمكن إنكارها لأزمة المناخ إلى حركات الحقوق المدنية، ومن الوصول للتعليم للحفاظ على ممارسات السكان الأصليين وهويتهم.  وشملت المسابقة أربع فئات توثق جميعها لحظات الأخبار والأحداث وما بعدها، بالإضافة إلى طرح القضايا، والحلول الاجتماعية والسياسية والبيئية.
ومنذ عام 1955، تكرم المسابقة العالمية للصور الصحفية وتحتفل بأفضل أعمال التصوير الصحفي والتصوير الوثائقي الذي تم إنتاجه خلال العام الماضي، وعملت المسابقة مع ست مناطق حول العالم – إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والوسطى وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا. وتعتبر The World Press Photo منصة عالمية تربط بين المصورين الصحفيين والمصورين الوثائقيين والجماهير في جميع أنحاء العالم من خلال سرد القصص الجديرة بالثقة.

الأسطورة
لم يأت لقب المصور المصري الراحل فاروق إبراهيم بـ «الأسطورة»، في إطار فعاليات «أسبوع القاهرة للصورة»، على سبيل منح الألقاب، ولم يكن هذا الوصف مفاجئا لكل من يعرفون تاريخ شيخ المصورين المصريين، الذى لا يسعك عندما تطلع على أعماله سوى القول إنه كان أرشيفا مصريا وعربيا يمشى على قدمين، حيث استطاع أن يضم بعدسته تاريخ الزعماء، وأهم الفنانين والمبدعين في مصر والعالم العربي.

آلاف من الصور لعبدالناصر والسادات وعبدالحليم حافظ ونجيب محفوظ وسعاد حسنى وفريد الأطرش وعبدالوهاب، وأهم وألمع الأسماء في عوالم السياسة والصحافة والفن والأدب.

«من سيزور المعرض سيجد فاروق إبراهيم هناك في انتظاره».. هكذا يقول ابنه، المصور الصحفي كريم فاروق، الذي حكى كيف أن هذا المعرض لفاروق إبراهيم مختلف تماما، لأكثر من سبب: أولها أن هذا المعرض هو الأول بعد رحيله ــ رحمة الله عليه- كما أنه مختلف، لأنه عن سيرة فاروق إبراهيم، وليس عن ملف معين اختار تصويره، والتركيز عليه.

«كريم» اختار برضا وحب أن يعيش في جلباب أبيه، بل عّد حديثه معه عن المصورين الذين عاشت أسماؤهم بسبب احتراف أبنائهم التصوير وصيته الأخيرة. ويقول: «والدي هو جامعة التصوير التي لم أجد عند غيرها ما وجدته فيها. كلما نظرت لصورة من أعماله تعلمت درسا جديدا. هناك لقطات انتظر ٦ أشهر كاملة، حتى يحصل عليها».

صور فاروق إبراهيم تتحدث عن نفسها وعنه، وعن فصول في تاريخ مصر، لكن على الأرجح ستكون هناك عشرات المعارض الأخرى، لعرض إنتاجه الغزير على مدى سنوات طويلة كان فيها جزءا مهما من ذاكرة مصر البصرية.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق